برعاية العراق والأمم المتحدة.. غلق مخيم الهول في سوريا رغم وجود عوائل داعش
بعد مرور أكثر من 3 سنوات على إعلان الولايات المتحدة هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي بسوريا في مارس 2019، أعلنت العراق في اجتماع دولي عن تفكيك وإغلاق مخيم الهول السوري وإنهائه، والذي يضم عائلات عراقية نزحت إبان اجتياح التنظيم عددًا من محافظات البلاد صيف العام 2014، إلا أن شبح «داعش» ما يزال يمثل تهديدًا من قبل عناصر التنظيم وأفراد عائلاتهم المحتجزين داخل مخيم الهول في سوريا عائقًا أمام إغلاق المخيم، الذي بات يمثل تهديدًا حقيقيًّا للمجتمع الدولي، ومصدر خطر حقيقي بسبب التواجد الداعشي هناك.
تفكيك
وإغلاق
خلال اجتماع دولي مشترك، أعلن العراق، إغلاق مخيم الهول تحت رعاية الحكومة العراقية والأمم المتحدة، عبر تشكيل 4 مجموعات فرعية عراقية ودولية، حيث قالت الحكومة العراقية إن مستشار الأمن القومي، «قاسم الأعرجي» ترأس الجلسة التأسيسية لمجموعتي العمل العراقية والدولية، المعنية بتنفيذ الإطار الدولي لإعادة العراقيين من شمال شرق سوريا، وتفكيك مخيم الهول السوري".
مستشار الأمن القومي العراقي «قاسم الأعرجي»، عقب الجلسة التأسيسية لمجموعتي العمل العراقية والدولية، المعنية بتنفيذ الإطار الدولي لإعادة العراقيين من شمال شرقي سوريا، وتفكيك مخيم الهول السوري، أشار إلى أنه جرى خلال الجلسة إعلان بدء العمل المشترك تحت رعاية الحكومة العراقية والأمم المتحدة، لإنهاء هذا الملف الخطير والحساس، لافتًا إلى أنه تمخض عن الجلسة تشكيل أربع مجموعات فرعية عراقية ودولية، في مجالات الحماية القانونية للأطفال، الأمن والمساءلة للبالغين، إعادة التأهيل، إعادة الاندماج والخدمات الانتقالية.
وكانت وزارة
الهجرة والمهجرين العراقية قد أعلنت أخيرًا قرب عودة 150 أسرة عراقية نازحة موجودة
في مخيم الهول السوري، الذي تديره قوات سورية الديمقراطية (قسد) في محافظة الحسكة شمال
شرق سوريا، وهذه هي الدفعة الخامسة التي يستعد العراق لإعادتها منذ إطلاق برنامج العودة
العام الماضي.
ويضم المخيم
الواقع شمال شرقي سوريا، ويخضع لسلطة «قسد»، 29 ألف عراقي من أصل نحو 70 ألفًا يقيمون
فيه، بحسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، إذ ترفض الميليشيات الحليفة لإيران
والأحزاب المرتبطة بها، مساعي الحكومة لإعادة تلك العائلات، ولم تكتف بتوجيه الاتهامات
لتلك العائلات والقول إنها متورطة بالإرهاب، بل أجبرت الحكومة على وقف برنامج نقل العائلات
لفترات طويلة، مهددة باستهدافها.
ولا تعد العائلات
التي تعاد من مخيم الهول، من العائلات المحسوبة على ما يعرف بـ«عائلات داعش»، إذ أكدت
السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية
المجاورة لسوريا، وانتهى بها المطاف في المخيمات، حيث أطلقت السلطات العراقية في بغداد،
بالتعاون مع منظمات أممية، سلسلة برامج نفسية وتعليمية تستهدف الأسر التي أُعيدت واستقرت
في مخيم الجدعة الواقع في ضواحي مدينة الموصل شمالي العراق، وقد تمكنت الشهر الماضي
من إعادة عشرات العائلات من مراكز التأهيل الى مناطقها الأصلية بعدد من المحافظات العراقية.
ويشكل العراقيون
نصف المحتجزين في المخيم تقريبًا، أما البقية فهم مواطنون من دول أخرى، بينهم أطفال
وأقارب آخرون لمقاتلين بتنظيم داعش.
وبينما تصاعدت
دعوات الأمم المتحدة بإعادة آلاف النازحين المحتجزين في مخيم الهول إلى بلدانهم نظرًا للظروف المزرية للاعتقال، فإن العراق كان ضمن الدول القليلة التي استجابت لهذه الدعوة،
فيما رفضت دول أخرى إعادتهم خوفًا من أي تهديدات إرهابية مستقبلية.
وتم بناء مخيم الهول للمرة الأولى في عام 1991 من قبل المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الحكومة السوريّة، لاستقبال النازحين الفارين من الكويت خلال حرب الخليج الأولى، ثم تم إغلاقه بعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب.
وفي 2012، سيطر
تنظيم «داعش» على مناطق بمحافظة الحسكة، وحول مخيم الهول إلى مقر سكن لعائلات مقاتليه
الأجانب، قبل أن تعيد قوات «قسد» السيطرة على المخيم، وإعادة فتحه في مايو 2016 من
أجل استقبال النازحين من مناطق سيطرة «داعش»، حيث توسّع المخيم بسرعة مع وصول أكثر من 63 ألف امرأة وطفل نزحوا
بسبب الهجوم على التنظيم في
الباغوز بين ديسمبر 2018 وأبريل 2019.
وخلال سقوط
الباغوز، المعقل الأخير لداعش في سوريا، اعتقل عناصر «قسد»، بدعم من التحالف الدولي،
عشرات الآلاف من المشتبه في انتمائهم للتنظيم وأفراد عائلاتهم، واستمرت المعركة وقتها
لأسابيع وانتهت في 23 مارس 2019 بإعلان هزيمة «داعش»، حيث كان عدد المحتجزين في المخيم
يقدر بأكثر من 60 ألف شخص، من دون اتباع الإجراءات الواجبة تجاههم، بحسب مفوضية الأمم
المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
ورغم نداءات
الأمم المتحدة المتكررة، وتحذير منظمات دولية من أوضاع كارثية في مخيم الهول، إلا أن
غالبية الدول تصرّ على عدم استعادة مواطنيها، ولم تستجب لدعوة الإدارة الذاتية إلى
إنشاء محكمة دولية لمحاكمة عناصر داعش القابعين في سجون قواتها.
وتسلمت دول
قليلة أفرادًا من عائلات عوائل «داعش» المحتجزين في شمال شرق سوريا، منها بأعداد كبيرة
مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، واكتفت أخرى، خصوصًا الأوروبية، باستعادة عدد محدود
من النساء والأطفال لا سيما اليتامى من أبناء عناصر التنظيم الإرهابي.
وتعاني دول
أوروبية عدة من معضلة عودة عائلات داعش، خاصة النساء اللواتي التحقن بصفوف التنظيم
في العراق وسوريا، وأنجبن أطفالاً من مقاتليه.
للمزيد: الابتزاز والإنفاق.. سياسة «داعش» سوريا للتمويل وتهريب عناصره من الهول





